في رؤيا الناس
في رؤيا الناس الشيخ منهم و الشاب و الفتاه و العجوز و الأطفال و المعروف المجهول
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله : من رأى رجلا يعرفه، دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبيهه أو من سميه شيئا. فإن رأى كأنه أخذ منه ما يستحب جوهره نال منه ما يؤمله، فإن كان من أهل الولاية، و رأى كأنه أخذ منه قميصا جديدا فإنه يوليه. فإن أخذ منه حبلا، فإنه عهد. فإن رأى كأنه أخذ منه مالا يستحب جوهره أو نوعه، فإنه يأس منه، و يقع بينهما عداوة و بغضاء ورؤيا الشيخ و الكهل المجهولين، تدل على جد صاحبها. فإذا رآهما أو أحدهما ضعيفا، فهو ضعف جده. و إذا رآهما أحدهما قويا، فهو قوة جده. فإن رأى شابا كأنه تحول شيخا، فإنه يصيب علما و أدبا، فإن رأى كأنه اتبع شيخا، اتبع خيرا و خصبا، فإن رأى شيخا رستاقيا ( أسودا ) اتخذ صديقا غليظا. و من رأى شيخا تركيا، اتخذ صديقا فإن كان مسلما سلم من شره و الشاب في التأويل عدو الرجل، فإن كان أبيض، فهو عدو مستور. و إن كان أسود فهو عدو غني، و إن كان أشقر، فهو عدو شيخ. و إن كان ديلميا ( بلاد معروفة ) فهو عدو أمين و إن كان رستاقيا فهو عدو فظ . فإن كان قويا فهو شدة عداوته و إن كان مجهولا. و إن كان معروفا فهو بعينه،
فمن رأى أنه تبعه شاب، فإنه عدو يظفر به، فإن رأى شيخا أشرف عليه، فإنه يمكنه من الخير. و إن كان شابا أشرف عليه، فإنه عدو يتمكن منه، لأنه علاه و إن رأى شيخا كأنه صار شابا فقد اختلف في تأويل رؤياه، فقال بعضهم: إنه له سرور، و قال بعضهم: إنه يظهر في دينه و دنياه نقص عظيم، و قال بعضهم : إن رؤياه تدل على حرصه، لأن قلب الشيخ شاب على الحرص و الأمل. فإن رأى شابا مجهولا فأبغضه، فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس. فإن أحبه فإنه يظهر له عدو محبوب فإن رأى جارية متزينة مسلمة، سمع خبرا سارا من حيث لا يحتسب. و إن كانت كافرة، سمع خبرا سارا خنا ( فحش ) فإن رأى جارية عابسة الوجه، سمع خبرا وحشا، فإن رأى جارية مهزولة، أصابه هم و فقر. فإن رأى جارية عريانة خسر في تجارته و افتضح فيها . فإن رأى أنه أصاب بكرا ملك ضيعة ( أرض ) مفلة (أي مغتصبة) و أتجر تجارة رابحة، و الجارية خير على قدر جمالها و لبسها و طيبها، فإن كانت مستورة فإنه خير مستور مع دين، و إن كانت متبرجة فإن الخير مشهور. و إن كانت متنقبة ، فإن الخير متلبس. و إن كانت مكشوف، فإنه خير يشيع، و الناهد خير مرجو، و من رأى امرأة حسناء دخلت داره، نال سرورا و فرحا، و المرأة الجميلة مال لا بقاء له، لأن الجمال يتغير. فإن رأى كأن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها أقبل أمره بعد الإدبار. و المرأة العربية الأدماء ( السوداء ) المجهولة الشابة المتزينة، يطول وصف خيرها و نفعها في التأويل، و السمينة من النساء في التأويل خصب السنة، و المهزولة جدبها، و أفضل النساء في التأويل العربيات الأدم ، و المجهولة منهن خير من المعروفة، و أقوى. و المتصنعات منهن في الزينة و الهيئة، أفضل من غيرهن و كل موتاة العربيات و الأدم و معاملتهن في التأويل خير بقدر مواتاتهن، و لهن فضل على من سواهن من النساء. و إذا رأت امرأة في منامها امرأة شابة، فهي عدوة لها على أية حال رأتها. و إذا رأت عجوزا فهي جدها و أما العجوز فهي دنياه، فإن رآها متزينة مكشوفة نال دنياه مع بشارة عاجلة . و إن رآها عابسة دلت على ذهاب الجاه لأجل الدنيا. و إن رآها قبيحة انقلبت عليه الأمور ، و إن رآها عريانة فإنها فضيحة. و إن رآها متنقبة فإنه أمر مع ندامة. فإن رأى كأن عجوزا دخلت داره، أقبلت دنياه، و إن رآها خرجت عن داره زالت عنه دنياه. فإن لم تكن العجوز مسلمة، فهي دنيا حرام. فإن كانت مسلمة فهي دنيا حلال. و إن كانت قبيحة فلا خير فيها.
و العجوز المجهولة في التأويل أقوى. فإن رأت امرأة شابة في منامها كأنها قد تحولت عجوزا، دلت رؤياها على حسن دينها. فإن رأى الرجل عجوزا لا تطاوعه و هو يهم بها فهي دنيا تتعذر عليه، فإن طاوعته نال من الدنيا بقدر مطاوعتها و أما الصبي في التأويل، فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم عداوة. فإن رأى رجل كأنه صار صبيا، ذهبت مروءته، إلا أن رؤياه تدل على الفرج من هم فيه. فإن رأى كأنه يحمل صبيا، فإنه يدير ملكا. و من رأى كأنه يتعلم في الكتب القرآن أو الأدب، فإنه يتوب من الذنوب و من رأى كأنه ولد جملة أولاد، دلت رؤياه على هم، لأن الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم و حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن في حجري صبيا يصيح فقال: اتق الله و لا تضرب بالعود، و قيل من رأى له ولدا صغيرا بعد لا يخالط جسده، فهو زيادة ينالها أو يغتم. و قيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة و الصبية في المنام خصب و فرج، و يسر بعد عسر ينمو و يزيد، و الوصيفة خير محدث فيه ثناء حسن و خير مرجو، و من رأى كأنه اشترى غلاما، أصابه هم، و من اشترى جارية أصابه خير، و إن رأى العبد غير البالغ كأنه أدرك الحلم فإنه يعتق، فإن رأى كأنه أدرك و طرح عليه رداء أبيض، فإنه يتزوج امرأة حـرة. و إن رأى كأنه طرح عليه رداء أسود، فإنه يتزوج مولاة. و من رأى كأنه طرح عليه رداء أرجواني (اسم بلدة يجلب منها الثياب) تزوج بامرأة شريفة الحسب، فإن رأى مثل هذه الرؤيا شاب دلت رؤياه على أن ابنه يبلغ و إن رآها شيخ ، دلت رؤياه على موته، و عن رآها مرتكب لمعصية خفية، فإنه يفتضح. و من رأى أنه أصاب ولدا بالغا، فهو له عز و قوة، و أمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه. و إذا رأت امرأة ذكرا أمرد فهو خير يأتيها على قدر حسنه أو قبحه، و قيل من كان له ابن صغير، و أي أنه قد صار رجلا، دلت رؤياه على موته، و قيل: من كان من الصبيان قد أدرك و لحق بالرجال . فإنه يدل على تقوية و مساعدة، و من الناس من يرى أنه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى، فإنها تلد جارية، و يرى أنها ولدت جارية فتلد غلاما و ربما اختلفت الطبيعة في ذلك، فيرى أنه ولد له غلام، أو يرى أنه ولد له جارية فهي جارية، فسل عن ذلك الطبائع، فإنها تخبرك. و قيل الوصيف ( الخادم ) خير و حكي أن امرأة بمكة تقرأ القرآن، رأت كأن حول الكعبة وصائف بأيديهن الريحان و عليهن معصفرات ، و كأنها قالت سبحان الله هذا حول الكعبة؟ قيل لها: أما علمت أن عبد العزيز أبي داود تزوج الليلة. فانتبهت، فإذا عبد العزيز ابن أبي داود قد مات
فــي رؤيـا الــجـهـاد
حدثنا محمد شاذان، قال : حدثني بن سليمان، عن الحسن بن علاء، عن حسام بن محمد بن مطيع المقدسي، عن سعيد بن منصور، عن ابن جريح، عن عطاء قال: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام، فقلت : يا ر سول الله لي مسألة، قال : هاتها، قلت الجهاد أفضل أم الرباط؟ فقال عليه السلام: الرباط، ربط يوم و ليلة خير من عبادة ألف سنة قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه " الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله " فمن رأى كأنه يجاهد في سبيل الله، فإنه يجتهد على أمر عياله و ينال خيرا و سعة لقوله تعالى :( و يجد في الأرض مراغما كثيرا و سعة ) النساء 100. و من رأى كأنه في الغزو و قد ولي وجهه القتال، فإنه يترك السعي في أمر عياله، و يقطع رحمه، و يفسد دينه، لقوله تعالى :( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم ) محمد 22. و من رأى كأنه يذهب إلى الجهاد، فإنه ينال غلبة و فضلا و ثناء حسنا و رفعة لقوله تعالى :( و فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) النساء 95. فإن رأى كأن الناس يخرجون إلى الجهاد فإنهم يصيبون ظفرا و قوة و عزة و كذلك إذا رأى كأنه يقاتل الكفار بسيف وحده، يضرب به يمينا و شمالا، فإنه ينصر على أعدائه، فإن رأى كأنه نصر في الغزو، ربح تجارته. فإن رأى غاز كأنه يغير، نال غنيمة. فإن رأى كأنه قتل في سبيل الله، نال سرورا و رزقا و رفعة، لقوله تعالى :( بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله) آل عمران 169. 170. و الفتوح في الغزو فتوح أبواب الدنيا
في رؤيا الصحابة و التابعين في المنام رضي الله عنهم و أرضاهم
من رأى واحدا منهم أو جميعهم أحياء، دلت رؤياه على قوة الدين و أهله و دلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزا و شرفا، و يعلوه أمره، فإن رأى كأنه صار واحدا منهم، يناله شدائد ثم يرزق الظفر، و إن رآهم في منامه مرارا صدق معيشته، و من رأى القراء مجتمعين في موضع، فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة من السلاطين و التجار و العلماء، و من رأى بعض الصالحين من الأموات صار حيا في بلده، فإن تلك البلدة ينال أهلها الخصب و الفرج و العدل من واليهم، و يصلح حال رئيسهم و رأى الحسن البصري رحمه الله كأنه لابس صوف، و في وسطه كستينج و في رجليه قيد، و عليه طيلسان عسلي، و هو قائم على مزبلة، و في يده طنبور يضرب به و هو مستند إلى الكعبة، فقصت رؤياه على ابن سيرين فقال: أما درعة الصوف فزهده و أما كستيجه فقوته في دين الله، و أما عسيله فحبه للقرآن و تفسيره للناس و أما قيده فثباته في ورعه، و أما قيامه على المذبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه، و أما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس، و أما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل